تأخير الرزق أو الفرج أو قضاء الحاجة
لي سنتين منذ أن تخرجت من الجامعة.. وضاق بي الحال، فكل من كان معي حصل على وظيفة إلا أنا.. دعوت كثيراً في الأيام والليالي المباركة، كليالي القدر وعند المطر والمغربين وحتى الأيام العادية ولم أحصل على وظيفة بعد.. كلما أتأمل بوظيفة وأراها هي العوض الإلهي وهي المناسبة وهي عوض صبري واستجابة دعائي أحبط في النهاية لدرجة صرت أخاف أن أتأمل واتفائل لكي لا يتكرر هذا الإحباط.. ما السبب؟ ما التفسير؟ ما العمل؟ الناس لا ترحم في نظراتهم لي وحتى أنا خجلان من نفسي.. ولكن فعلاً ما بيدي حيلة.. أسألكم الدعاء والنصيحة والتوجيه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز.. نسأل الله تعالى أن يُقدم لك ما فيه الخير والصلاح لدينك ودنياك وآخرتك.. نقرأ في دعاء الإفتتاح (من أدعية شهر رمضان): (مُدِلاًّ عَلَيْكَ فيما قَصَدْتُ فيهِ إلَيْكَ، فَإنْ أبْطأَ عَنّي عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذي أبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الأمُورِ).. عدم علم الإنسان بما تنتهي إليه الأمور، يجعله كثير الاستفهام، ويدفعه إلى وساوس الشيطان.. كما أن الحسابات المادية كثيراً ما تكون هي الفيصل مع أن الأمر قد يختلف.. يقول تعالى: ﴿ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾.. ويقول تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.. لذا (ولدي العزيز).. ننصحك بما هو آتٍ: ١) التوكل على الله وحسن الظن به سبحانه. ٢) السعي الحثيث لإيجاد عمل.. فربما المصلحة ليست بالوظيفة.. لأننا نسمع ونشاهد الكثير ممن رزقهم الله بأعمال حرة. ٣) الدعاء والتوسل ودفع الصدقة.. على أن يكون كل ذلك مقروناً بما هو الصالح.. فأدعو الله وأتوسل إليه وأدفع الصدقة بما هو صالح لي في ديني ودنياي وآخرتي. ٤) عدم اليأس والاحباط.. بل التسليم المطلق له عز وجل.. فإن من صفات المؤمنين الإيمان بالغيب.. ونحن نقرأ في بداية كتاب الله الكريم بعد سورة الفاتحة، في الآية الثالثة من سورة البقرة، يقول تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).. فالإيمان بالغيب صفة المؤمن، الذي يُسلم تسليماً مطلق لله تبارك وتعالى. وفقكم الله لكل خير.. ورزقكم من رزقه الحلال.. ودفع عنكم الهم والغم.