السلام عليكم
اخواننا السنة دائما يذكرون بأن قبر الامام علي (ع) غير معروف ..
سؤالي هو لماذا يرددون هذا القول ومن ابتدعه وما هي الروايات الموثوقة للدلالة على ان قبره الشريف في النجف الاشرف؟
تحياتي واحترامي
الأخ فلاح المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يستند أبناء العامة على دليل في دعواهم ، ونحن لا نعبأ بتشكيكهم بنسبة القبر الطاهر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، لأننا نعتمد على روايات صحيحة السند وردت عن أئمتنا (عليهم السلام)، وإليكم بعضها:
1- عن آبان بن تغلب قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام)، فمرّ بظهر الكوفة فنزل فصلى ركعتين، ثم تقدم فصلى ركعتين، ثم سار قليلاً فنزل فصلى ركعتين، ثم قال: هذا موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، قلت، جعلتُ فداك، والموضعين اللذين صليت فيهما؟ قال: موضع رأس الحسين (عليه السلام) وموضع منزل القائم (عليه السلام). (الكافي ج4/ 572).
2- عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سألتُ الرضا (عليه السلام) فقلتُ: أين موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟ فقال: الغري، فقلتُ له: جعلتُ فداك: إن بعض الناس يقولون: دفن في الرحبة. قال: لا، ولكن بعض الناس يقول: دفن بالمسجد، (كامل الزيارات/88).
3- قال الشيخ الديلمي رحمه الله في إرشاد القلوب:
وأما الدليل الواضح والبرهان اللائح على أن قبره الشريف (صلوات الله عليه) موجود بالغري فمن وجوه:
الأول: تواتر الإمامية الأثني عشرية يرويه خلف عن سلف.
الثاني: إجماع الشيعة، والإجماع حجة.
الثالث: ما حصل عنده من الأسرار والآيات وظهور المعجزات كقيام الزمنى ورد بصر الأعمى وغيرها ... المزید
وقال النسابة الشهير جمال الدين أحمد بن عنبة في عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب بعد ذكر مقتل أمير المؤمنين علي (ع) ما نصه:
((وقد أختلف الناس في موضع قبره، والصحيح أنه في الموضع المشهور الذي يُزار فيه اليوم، فقد روي أن عبد الله بن جعفر سُئل: أين دفنتم أمير المؤمنين (عليه السلام)؟
قال: خرجنا به حتى كنا بظهر النجف، دفناه هناك، وقد ثبت أن زين العابدين وجعفراً الصادق وأبنه موسى (عليهم السلام) زاروه في هذا المكان، ولم يزل القبر مستوراً لا يعرفه إلا خواص أولاده ومن يثقون به ... فلم يزل قبره(عليه السلام) مخفيّاً حتى كان زمن الرشيد هارون بن محمد بن عبد الله العباسي فإنه خرج ذات يوم إلى ظهر الكوفة يتصيد وهناك حُمُر وحشية وغزلان، فكان كلما ألقى الصقور والكلاب عليه لجأت على كثيب رمل هناك، فترجع عنها الصقور والكلاب، فتعجب الرشيد من ذلك ورجع إلى الكوفة، وطلب من له علم بذلك فأخبره بعض شيوخ الكوفة أنه قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)...
ثم إن هارون أمر فبنى عليه قبة وأخذ الناس في زيارته والدفن لموتاهم حوله، إلى أن كان زمن عضد الدولة فنا خسروا بن بويه الديلمي، فعمره عمارة عظيمة... ألخ
هذا، وقد ألف السيد أبن طاووس كتاباً أسماه (فرحة الغري) قدّم فيه جهداً كبيراً في البحث والتحليل عن موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) جامعاً لروايات الأئمة الأطهار والحوادث التي رافقت القبر منذ الفترة السرية وحتى فترة ظهوره.
ولا باس لمن يريد الاستقصاء والتفصيل أن يرجع إليه، وعنوان الكتاب كاملاً هو: (فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في النجف). وهو منتشر في المكتبات العامة وطبع مراراً عدة.
ودمتم في رعاية الله