logo-img
السیاسات و الشروط
..... ( 19 سنة ) - لبنان
منذ سنة

كيف أحب الله وأهل البيت (عليهم السلام) حباً حقيقياً

أقترب شهر محرم، وأريد أن أحب الله والإمام الحسين (عليه السلام) وأهل البيت (عليهم السلام) حباً حقيقياً.. أشعر أني أحبهم، ولكن أيضاً أحبهم ليرى الناس أو ليكون لي قيمة عند الناس بحبي لهم.. أفكر لو لم يكن هناك غيري وغير الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا العالم كله، هل سأحبه كما أحبه الآن؟ والإجابة أحياناً نعم وأحياناً لا.. أحب أن أسمع المجالس التي يكون بثها مباشراً، ولا أحب أن أسمع مجالس قديمة، لأنني أشعر بمحرم عندما يكون المجلس جديداً، أشعر أنني بين الناس وعندها أشعر بعاشوارء.. أنا أحياناً أبكي على الإمام الحسين (عليه السلام) لوحدي، أسمع لطمية وأبكي.. ولكن المجالس أحب أن تكون كما شرحت.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إبنتي الكريمة.. عظم الله أجركم وأحسن لكم العزاء بمصاب سيد الشهداء وريحانة النبي (صلى الله عليه وآله).. مما يترجم من حب أهل البيت (عليهم السلام) هو ما ذكروه في رواياتهم، فقد جاء عنهم (صلوات الله عليهم) : (من أحبنا فليعمل بعملنا).. لذا فإن طريق تحصيل محبة أهل البيت (عليهم السلام) وبالتالي مرجعها إلى حب الله سبحانه، ذو شقّين: علميّ وعمليّ. أما الأوّل: فيكون من خلال معرفتهم ودراسة علومهم وتتبّع آثارهم.. ولا شكّ بأننا منذ البداية معترفون بالعجز عن الإحاطة بمقامهم، فهم معدن الفضل، وكنوز الرحمن، وأصول الكرم، وباب الله الذي منه يؤتى. وأفضل النصوص الشريفة التي تحدّثت عن صفاتهم "الزيارة الجامعة"، وإنّ المواظبة على قراءتها والتأمّل في معانيها يفي بالغرض إلى حدّ كبير، لما تضّمنته هذه الزيارة من الحقائق والأسرار ما لم تذكره المطوّلات من الكتب والمخطوطات. أما الثاني: فهو العمل من خلال اتّباعهم واتّباع أوامرهم والتحرّك وفق خطتهم العامّة للبشريّة، والتأسّي بهم. قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]. فالحبّ الحقيقي لا يحفظ إلَّا من خلال التقوى والطاعة. وفي حديث عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال: "يا حبيش، من سرّه أن يعلم أمحب لنا أم مبغض، فليمتحن قلبه، فإن كان يحبّ ولياً لنا فليس بمبغض لنا. وإن كان يبغض ولياً لنا فليس بمحبّ لنا، إنّ الله تعالى أخذ الميثاق لمحبينا بمودتنا، وكتب في الذكر اسم مبغضنا.. نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء".. وعليه فإن الشق العلميّ يكون من خلال معرفتهم ودراسة علومهم وتتبّع آثارهم.. والشق العمليّ من خلال اتّباعهم واتّباع أوامرهم والتحرّك وفق خطتهم العامّة للبشريّة، والتأسّي بهم.. وجاء في كتاب (البحار) عن كتاب (صفات الشيعة) للصدوق رحمه الله بسند صحيح عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه قال: من عادى شيعتنا فقد عادانا ومن والا شيعتنا فقد والانا لأنهم خلقوا من طينتنا من أحبهم فهو منا ومن أبغضهم فليس منا، شيعتنا ينظرون بنور الله ويتقلبون في رحمة الله ويفوزون بكرامة الله، ما من أحد من شيعتنا يمرض إلا مرضنا لمرضه ولا اغتم إلا اغتممنا لغمه ولا فرح إلا فرحنا لفرحه ولا يغيب عنا أحد من شيعتنا أين كان من شرق الأرض وغربها ومن ترك من شيعتنا دينا فهو علينا ومن ترك منهم مالا فهو لورثته، شيعتنا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويحجون البيت الحرام ويصومون شهر رمضان ويوالون أهل البيت ويتبرأون من أعدائهم أولئك أهل الايمان والتقى وأهل الورع والتقوى من رد عليهم فقد رد على الله ومن طعن عليهم فقد طعن على الله لأنهم عباد الله حقا وأولياؤه صدقا والله أن أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر فيشفعه الله فيهم بكرامته على الله.. وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى اطلع على الأرض فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أولئك منا وإلينا.. وعنه كذلك (عليه السلام) : رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا. فإن هذا المقدار متحقق فيكم إن شاء الله تعالى.. ففي رواية عن ابن سنان، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال:. نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو مقبل، فأجلسه في حجره وقال: إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا، ثم قال (عليه السلام) بأبي قتيل كل عبرة، قيل: وما قتيل كل عبرة يا بن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن إلا بكى.. أما مسألة حضور المجالس.. فهذا أمر راجع إليكم بما يناسبكم وعظيم المصيبة.. فلا توجد طريقة معينة بعد تحقق عنوان إحياء الشعائر.. ودمتم موفقين.

3