logo-img
السیاسات و الشروط
فاضل - البحرين
منذ 5 سنوات

ضربة علي يوم الخندق

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين )) أو ما هو في هذا المضمون. فهل الثقلان هنا تشمل الأئمة "سلام الله عليهم أجمعين" بمعنى أن ضربته عليه السلام أفضل من عبادة الثقلين بمن فيهم الأئمة عليهم السلام؟


إنّ فضيلة ضربة علي (عليه السلام) في يوم الخندق لا تقاس من ناحية العدد أو يكون النظر إليها على أساس أنّها ضربة واحدة لا أكثر أو أنّها لا تمثل أكثر من قتل شخص واحد لا غير، وإنّما هي ضربة نوعية لها فعل النوع وأثره، ومن هنا نجد وصف النبي (صلى الله عليه وآله) لخروج علي (عليه السلام) الى عمرو بن عبد ود العامري في هذه المعركة بأنّه خروج الإيمان كلّه الى الشرك كلّه، فهي إذن مواجهة النوع للنوع، وقد تمثّل هذا النوع ـ من جانب أهل الايمان ـ بعلي (عليه السلام), وتمثل النوع الآخر - من جانب أهل الكفر - بعمرو بن عبد ود العامري، فانتصاره (عليه السلام) انتصار لنوعه أي انتصار أهل الايمان كلهم، كما انه لو كانت الهزيمة لا قدرها الله واقعة في هذه المواجهة لكانت هزيمة للنوع كله.. أي بالنظر إلى الجانب المصيري الذي يرتبط بهذه المعركة ـ أي معركة الأحزاب ـ وما سيترتب عليها من انعطاف خطير في مسيرة الاسلام فيما لو خسر المسلمون المعركة. فكانت هذه الضربة المباركة بعظمة هذا الموقف وخطورته لها الفضل في بقاء الشهادتين الى يوم القيامة، ولها الفضل في كل عمل وفعل خير يقوم به المسلمون في ارجاء الارض الى يوم القيامة.. اذ لولاها لاندرس الإسلام ولاننصر الشرك على الإيمان ولكن شاءت ارادة المولى ان تجعل هذه المواجهة سبباً في عزة الإسلام وأهله وتكسر شوكة الكفر وأهله, فهي بهذا اللحاظ لا يمنع ان تكون كل أعمال الثقلين - بما فيها أعمال الأئمة المعصومين (عليهم السلام) من بعده - داخلة تحت فضل هذه الضربة المباركة التي أعزت الاسلام وأهله، فانه لا يوجد لأحد من الثقلين بعده (عليه السلام) فضل بمثل فضل هذه الضربة المصيرية. نعم ما خرج بالدليل وهو أعمال النبي محمد "صلى الله عليه وآله" يكون خارجاً عن ذاك الإطلاق، أي أنّ: "ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين" عدا نبينا "صلى الله عليه وآله ". ودمتم في رعاية الله

1