post-img

رمي الحجاج الكعبة المشرفة بالمنجنيق سنة 73 هـ

المرّة الثانية التي هدّمت فيها "الكعبة المشرفة" حصل سنة 74 للهجرة، على يد "الحجاج بن يوسف الثقفي" بأمرٍ من الخلفية الأموي "عبد الملك بن مروان".
فبعد موت "يزيد بن معاوية بن أبي سفيان" انتقلت الخلافة إلى ابنه "معاوية بن يزيد" ولكن لم يَدُم حُكْمه طويلا فتم قتله غيلة، ممّا ساعد على انتقال حكم بلاد الشام إلى "مروان بن الحكم" ومن بعده لابنه "عبد الملك بن مروان" الذي هدّم جيشه "الكعبة المشرفة" مرّة ثانية.
فعندما تولى "عبد الملك بن مروان" الحكم في بلاد الشام، جهّز جيشًا وأَمَّرَ عليه "الحجاج بن يوسف الثقفي"، ثمّ سيّره نحو بلاد الحجاز، وبالتحديد إلى مكّة المكرّمة لمحاربة "عبد الله بن الزبير".
فاتّجه هذا الجيش إلى مكّة المكرمة في فترة الحج، وحاصر أهلها أشدّ الحصار دام لأكثر من ستّة أشهر (1)، ثمّ نصب المنجنيق على الجبال المحيطة بمكّة المكرمة، ورمى الكعبة وما حولها بالصخور الضخمة، حتى احترقت الكعبة وهُدِّم جزء منها جرّاء قصفها بالمنجنيق (2).
وبعد أن تمكّن جيش "الحجّاج بن يوسف" من خصمه، قَتل "عبد الله بن الزبير" وكل من بقي معه، وارتكب أشنع المجازر والجرائم في أهل مكّة.
ثمّ كتب لخليفته "عبد الملك بن مروان" أنّ "ابن الزبير" قد زاد في مساحة الكعبة وأضاف بابًا ثانيا في الكعبة، فأَمَر "عبد الملك بن مروان" قائد جيشه "الحجّاج بن يوسف": أن اهدم ما زاده ابن الزبير وأغلق الباب الذي أضافه، واجعلها كما كانت عليها حين بنتها قريش (3).

السيد حبيب مقدم
(1) تاريخ الرسل والملوك: لابن جرير الطبري، ج٦ ص ١٨٧- ١٩٢، باب خبر مقتل عبد الله بن الزبير.
(2) تاريخ الرسل والملوك: لابن جرير الطبري، ج ٦ ص ١٨٧- ١٨٨، باب خبر مقتل عبد الله بن الزبير.
(3) تاريخ الرسل والملوك: لابن جرير الطبري، ج ٦ ص ١٩٥، باب أو أحداث سنة ٧٤ هـ.

المناسبات