logo-img
السیاسات و الشروط
post-img

فتح مكة سنة ٨ هـ

في سنة ٨ هـ منّ الله بهذا الفتح العظيم، وعدد المسلمين فيه ١٢ ألفاً استشهد منهم اثنان، وسبب شهادتهما أنهما لم يكونا مع الجيش، بل جاء من آخر مكة فهوجما، واستشهدا. (1)
في هذا اليوم صعد أمير المؤمنين على كتف رسول الله صلى الله عليه واله بأمره ليحطم الأصنام في الكعبة. (2)

ولنعم ما قال الشاعر:
قيل لي: قل في عليّ مدحاً
ذكره يخمد ناراً موصده
قلتُ: لا أقدم في مدح امري
ضلّ ذو اللبّ إلى أن عبده
والنبيّ المصطفى قال لنا:
ليلة المعراج لمّا صعده
وضع الله بظهري يده
فأحسّ القلب أن قد برده
وعليّ واضع أقــدامـه
في محلّ وضع الله يده (3)

وعند فتح المسلمين مكّة كان شعارهم «اليوم يوم الملحمة». فقال رسول الله صلى الله عليه واله: غيِّروا الشعار، وقولوا: «اليوم يوم المرحمة». ثمّ قال صلى الله عليه واله: أبو سفيان وداره آمنان وكلّ من دخل بيته فهو آمن، وكذلك قال صلى الله عليه واله: الجميع آمنون إلا هبّار بن الأسود، ومعاوية أيضاً. (4) فقال صلى الله عليه واله: «إذا كان هبّار ملتصقاً بأستار الكعبة فاقتلوه».

وسبب هذه الشدّة مع هبّار أنّه وقع عدد من كفّار قريش أسرى في حربهم مع المسلمين في حرب بدر، وكان من ضمن الأسرى زوج ربيبة النبيّ صلى الله عليه واله زينب. فقال النبي صلى الله عليه واله: كلّ من يدفع فدية سنطلق أسيره، وكان من بين ما أرسل من مكّة كفدية قلادة لخديجة سلام الله عليها كانت قد أعطتها لابنة أختها زينب فعندما رأى النبيّ صلى الله عليه واله تلك القلادة تذكر خديجة سلام الله عليها وبكى وعندها طلب من المسلمين أن يهبوه تلك الفدية التي هي ذكرى من خديجة سلام الله عليها فقبلوا ذلك وقالوا: نعم يا رسول الله نفديك بأموالنا وأنفسنا، وأطلقوا أبا العاص بغير فداء.

وبعدها قرَّروا إطلاق سراح الأسرى وفي مقابل ذلك أيّما إمرأة أسلمت في مكّة فهي حرّة إذا أرادت اللحاق بالمدينة فكان الرأي أن تحمل زينب إلى المدينة.
فبعث رسول الله صلى الله عليه واله زید بن حارثة ورجلاً من الأنصار وقال لهما: كونا بمكان كذا حتّى تمرّ بكما زينب فتصحبانها حتّى تأتياني بها، فخرجا نحو مكّة وذلك بعد بدر بشهر، فلمّا قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق برسول الله صلى الله عليه واله، فأخذت تتّجهّز.
فجاءوا ليمنعوها وفي هذا الأثناء هجم هبّار بن الأسود على هودجها وروَّع زينباً ربيبة النبيّ صلى الله عليه واله بالرمح ... وكانت زينب حاملاً لستة أشهر فلمّا وصلت المدينة بقيت مدّة ثمّ أسقطت الطفل وتوفّي. فقال النبيّ صلى الله عليه واله: دم هبّار مهدور وكلّ من وجده قتله أينما كان.

يقول ابن أبي الحديد وهذا الخبر أيضاً قرأته على النقيب أبي جعفر فقال: إذا كان رسول الله صلى الله عليه واله أباح دم هبّار بن الأسود لأنّه روَّع زينب فألقت ذا بطنها فظهر الحال أنّه لو كان حيّاً لأباح دم من روَّع فاطمة حتّى ألقت ذا بطنها ... . (5)


📚تقويم الشيعة
 
1. مسار الشيعة: 9. بحار اأنوار: 111/21، 143، و 168/97. العدد القويّة: 218. المصباح للكفعمي: 599/2. بحار الأنوار: 143/21 و 168/97. توضيح المقاصد: 23. إختيارات 38. تقويم المحسنين: 12. سيرة النبي (ص) لابن هشام: 899/4.
 
2. توضيح المقاصد: 23. المصباح للكفعمي: 599/2. بحار الأنوار: 384/97. تقويم المحسنين: 12. إختيارات: 38. فيض العلام: 42. والنظر: الإحتجاج: 179/1. نهج الإيمان: 613 – 607. بحار الأنوار 87/38 – 76. غاية المرام: 284/6 – 279. الغدير: 13/7 – 9. شرح إحقاق الحق: 690/8 – 679، و170/18 – 162، و370/23 – 361، و184/31 – 175. مناقب لابن الغازلي: 202، 429. مناقب أمير المؤمنين (ع): 606/2. كفاية الطالب: 257. تذكرة الخواص:34. صفوة الصفوة: 310/1. المناقب للخوارزمي: 123. المستدرك للحاكم: 347/2، و5/3. مسند أحمد: 84/1. مسند البزار: 22/3. مسند أبي يعلي: 251/1. خصائص أمير المؤمنين: 113. المصنف لابن أبي شبية: 534/8. الأحاديث المختارة: 330/2. ينابيع المودّة: 421/1، 304/2.
 
3. الغدير: 12/7. إرشاد القلوب: 229/2. مناقب آل أبي طالب (ع): 156/2. عن أبي نواس (ره)، شرح إحقاق: 683/8، و163/18. شجرو طوبى: 306/2. ينابيع المودّة: 423/1. عن الشافعي.
 
4. إحقاق الحق: (الأصل): 265. التعجّب من أغلاط العامّة: 106. نهج الحق: 310. المنتخب للطريحي: 14. تتمّة المنتهى: 47.
 
5. بحار الأنوار: 351/19. بيت الأحزان: 153. شرح نهج البلاغة: 193/14. تاريخ الطبري: 164/2. المستدرك للحاكم: 42/2.

المناسبات