ظلت الأمور تتأزم بين المختار وابن الزبير، وأخيرا أرسل ابن الزبير أخاه مصعب والياً على البصرة، وبعد توطيد الأمور له فيها استعد للتوجه منها إلى الكوفة لحرب المختار، فاستدعى مصعب المهلب بن أبي صفرة فأرسله إلى الكوفة لقتال المختار ولما بلغ المختار تحرك المهلب جمع جيشه واستعد للقائه، فالتقى الجيشان على مشارف الكوفة وكانت معركة بين مد وجزر لولا الخيانة التي وقعت بجيش المختار حيث تسلل الكثير من عرب الكوفة (الخلايا النائمة) إلى ابن الزبير.
دخل ابن الزبير أبواب الكوفة وقطعوا على المختار المؤن وأصبحت حالة المختار تزداد سوء فتحصن بالقصر فقال لأصحابه: (إن الحصار لا يزيدكم إلّا ضعفاً، فانزلوا بنا حتى نموت كراماً) فامتنعوا عن الخروج معه وأخيراً نزل ومعه سبعة عشر رجلاً لا غير وقاتل قتال الأبطال الشجعان الشرفاء حتى قتل في يوم (14رمضان67هـ).
محمد طاهر الصفار