زواج الرسول الأكرم ص من خديجة الكبرى وهو في سن الخامسة والعشرين، سنة 28 قبل الهجرة

📚تقويم الشيعة:
تزوّج الرسول الأكرم (ص) خديجة الكبرى قبل البعثة بخمسة عشر عاماً، [1] وكانت باكرة عذراء، [2] وعمرها (س) حينئذ ٢٥ - ٢٨ سنة. [3] ويظهر من أحاديث الشيعة وأبناء العامّة أنّ خديجة بنت خويلد بن أسد (ع) معروفة باطّلاعها على كتب ذلك الزمان وكانت من سيّدات قریش وذات عقل وكياسة بالإضافة إلى كثرة سوادها وأملاكها التجارية وعاشت تدعى الطاهرة والمباركة وسيّدة النساء وملكة البطحاء. وكانت ممّن ينتظرون قدوم نبيّ في مكّة، وتسأل أولي العلم عن علاماته.
وعندما رأت النبيّ (ص) سألته أولاً عن ختم النبوّة ولها شعر مشهور في مدح رسول الله (ص) وعمق محبّتها لآل عبد المطّلب (ع)، وهو كاشف عن علمها وأدبها وآمنت برسول الله (ص) في أوّل يوم بعثه بعد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع).
كانت خديجة (س) تتاجر بأموالها وبميراثها مضاربة ولم يمض كثير من الوقت حتّى أصبحت من كبار التجّار حتّى كانت تجارتها تحمل على ثمانين ألف من الإبل وكانت أموالها تزداد يوماً فيوماً وكان على سطح دارها قبَّة من الحرير الأخضر وحبالها من الأبريسم فيها بضعة تصاویر وهذا علامة جلالة تلك المخدّرة (س).
خطبها كثير من أهل مكّة مثل عقبة بن أبي معيط وابن أبي شهاب اللذين كان لكلّ منها أربعمائة من الغلمان والجواري والخدم، وأبي جهل وأبي سفيان وآخرون من كبار العرب في ذلك الزمان، لكنّها ردّتهم جميعاً، حتّى اقترحت على الرسول أن تكون زوجة له، وقد نالت هذا الشرف الرفيع، ورزقت منه ولدين هما القاسم وعبد الله اللذين كانا يدعیان الطيّب والطاهر، وعلى التحقيق إنّ فاطمة (س) هي بنتها الوحيدة والأخريات بنات أختها.
مُسلّم ومُعيّن أنّه كانت للسيّدة العذراء خديجة بنت خويلد (س) أختاً تدعى «هالة»، وكان لهذه الأخيرة أولاد من زوجها منهم «زینب، و «رقيّة» و ... وبعد وفاة زوجها تكفّلت السيّدة خديجة (س) بكلّ احتياجاتها وأبنائها، حتّى وافي الأجل السيّدة «هالة بنت خويلد» أخت السيّدة «خديجة» (س) بعد أيّام، فظلّت السيّدة خديجة (س) تُشرف وتدير معیشة بنات السيّدة هالة الصغار، حيث أسكنتهنّ في بيتها الرّحب وبقينَ تحت إشراف وتربية الرسول الأكرم (س) وزوجه خديجة (س) حتّى بلغنَ سنّ الرّشد وتزوّجنَ، واشتهر في الألسنة بأنّهنّ بنات رسول الله (ص). [4]
ولهذا قام العديد من العلماء بتأليف الكُتب بهذا الشأن وخاصّة «ربائب الرسول (ص)» للمرحوم المقرّم وهو مخطوط، وبنات النبي (ص) أو ربائبه للسيّد جعفر مرتضى العاملي.
وحسبها شرفاً أنّها أمّ الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء البتول (س)، زوج أمير المؤمنين وأمّ الحسنين وأمّ الأئمّة المعصومين (ع). عاشت مع الرسول (ص) أربعاً وعشرين عاماً وشهراً، ولم يتزوّج عليها مادامت معه. ووهبت السيّدة خديجة (س) كلّ أموالها للنبيّ (ص). وكانت عائشة تقول: فلّما خرج رسول الله من الدار، ولم يذكر خديجة بخير حتّى غاضني ذلك فقلت حسداً: یا رسول الله إلى متى تذكر عجوزاً أبدلك الله خيراً منها؟ فغضب رسول الله (ص) وقال: والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدّقتني إذ كذّبني الناس وبذلت مالها لي إذ أبعدني الناس، ورزقني الله منها أولاداً وجعلكِ عقيماً. [5]

[1] مسارّ الشيعة: ٢٩. مصباح المتجهّد: ٧٣٢. بحار الأنوار: ٣٥٧/٩٥. تقويم المحسنين: ١٦. إختيارات: ٣٤. فيض العلام: ٢١١. قلائد النحور: ج ربيع الأول: ٦٧. منتخب التواريخ: ٢٠. زاد المعاد: ٣٤٤.
[2] مناقب آل أبي طالب (ع): ٢٠٦/١. بحار الأنوار: ١٩١/٢٢. الخصائص الفاطمية: ٤٣٩/١، ٤٩٧. قاموس الرجال: ٤٣١/١٠. أزواج النبي (ص) وبناته: ٢٩-٢٧. الصحيح من السيرة: ١٢٢/٢. دلائل النبوّة للإصبهاني: ١٧٨.
[3] الصحيح من السيرة: ١١٧/٢-١١٥. أزواج النبي (ص) وبناته: ٣٠.
[4] الإقتباس من: الإستغاثة في بدع الثلاثة. مناقب آل أبي طالب (ع): ٢٠٦/١. بحارالأنوار: ١٩١/٢٢. بنات النبي (ص) أم ربائبه. التعجب من أغلاط العامة: ٣٥ (١٠١). الصحيح من السيرة، ج٢. أزواج النبي (ص) وبناته. الخصائص الفاطمية (س): ٤٣٩/١. خلفيات كتاب مأساة الزهراء (س)، ج٦.
[5] رياحين الشريعة: ٢٠٢،٢٠٧.

المناسبات