logo-img
السیاسات و الشروط
post-img

وصول الحسین (ع) أرض كربلاء

في هذا اليوم سنة ٦١ هـ وصل سيّد الشهداء أبا عبد الله الحسين (ع) مع أهل بيته وأصحابه أرض كربلاء، (١) بإجماع من المحدّثين والمؤرّخين من العامّة والخاصّة.

وأمّا كيفية نزوله (ع) في كربلاء فقد اضطربت كلماتهم في ذلك زيادة ونقيصة، تقديماً وتأخيراً ونحن نذكر إلى يسير ما هو الأصحّ من الأخبار:
لمّا ارتحل الإمام الحسين (ع) من قصر مقاتل، فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرّقهم فيأتيه الحرّ فيردّهم فجعل إذا ردّهم إلى الكوفة ردّاً شديداً امتنعوا عليه فارتفعوا فلم يزالوا يتياسرون حيت أتوا نينوى فإذا راكب على نجيب له وعليه السلاح مقبل من الكوفة فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ وأصحابه ولم يسلّم على الحسين بن عليّ (ع) وأصحابه فدفع إلى الحرّ كتاباً من عبيد الله بن زیاد، فإذا فيه:
أمّا بعد فجَعجِع بالحسين (ع) حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنزله إلاّ بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري والسلام. فلمّا قرأ الكتاب قال لهم الحرّ: هذا كتاب... .
فقال (ع): دعنا في هذه القرية (نينوى). فقال الحرّ: لا والله ما أستطيع ذلك هذا رجل قد بعث إلىّ عيناً فجعل أصحاب الحرّ يمنعون أصحاب الحسين (ع) ويردّونهم حتّى تعالى النهار حتّى أتوا کربلاء. (٢)

هنالك وقف جواد الحسين (ع) فسأل (ع): ما يقال لهذه الأرض؟ قالوا: أرض الغاضرية. قال (ع): فهل لها إسم غير هذا؟ قالوا: سمّيت نينوى. قال (ع): هل لها إسم غير هذا؟ قالوا: تسمّى بشاطئ الفرات. قال (ع): هل لها إسم غير هذا؟ قالوا: تسمّی کربلاء، فتنفس الصعداء وبكي بكاء شديداً، وقال (ع): «أللهمّ إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء، ثمّ قال (ع): قفوا ولا ترحلوا منها، فهاهنا والله مناخ ركابنا، وهاهنا والله سفك دمائنا، وهاهنا والله هتك حريمنا، وهاهنا والله قتل رجالنا، وهاهنا والله ذبح أطفالنا، وهاهنا والله تزار قبورنا، وبهذه التربة وعدني جدّي رسول الله (صلى الله عليه واله) ولا خلف لقوله». (٣)

رسالة الحسين (ع) لأهل الكوفة
في هذا اليوم بعث الحسين (ع) قيس بن مسهر الصيداويّ (رحمه الله) برسالة إلى أعیان الكوفة، فوقع بيد الشرطة، فأخذوه، وبعد نیله من یزید وابن زياد في خطبته نال الشهادة. ولما بلغ الحسین قتل قیس استعبر باكيا ثمّ قال: «اللهمّ اجعل لنا ولشيعتنا عندك منزلاً كريماً، واجمع بيننا وبينهم في مستقرّ من رحمتك إنّك على كلّ شيء قدير». (٤)

١. مناقب آل أبي طالب (ع): ١٠٥/٤. الإرشاد:٨٤/٢. روضة الواعظين: ١٨١. بحار الأنوار: ٣٨٢/٤٤. نفس المهموم: ۲۰۹. معالي السبطين: ٢٨٥/١ . مثير الأحزان: ٣٥. اللهوف: ۱۳۹. مقتل الحسين (ع) (لأبي مخنف): ٩٤. تاريخ الطبري: ٣٠٩/٤ . البداية والنهاية: ١٨٩/٨.

٢. الإمام الحسين (ع) وأصحابه (ع): ١٩٥/١ . الإرشاد: ٨٣/٢ . مثير الأحزان: ٣٥ . بحار الأنوار: ٣٨٠/٤٤ . ذريعة النجاة في مقتل الحسين (ع) ٦٤ . مناقب آل ابی طالب (ع): ١٠٤/٤ . روضة الواعظين: ۱۸۰ . نفس المهموم ٢٠ . معالي السبطين: ٢٨١/١ . مقتل الحسين (ع) لأبي مخنف: ۹۳. تاريخ الطبري: ٣٠٩/٤ - ۳۰۸ . البداية والنهاية ١٨٨/٨.

٣. كلمات الإمام الحسين (ع): ٣٧٦-٣٧٤ . اللهوف: ۱۳۹. الإمام الحسين (ع) وأصحابه (ع): ١٩٩/١ . نور العين في مشهد الحسين (ع): ٣٢ . معالي السبطين: ٢٨٥/١ . از مدینه تا مدینه: ٣٢٦. فيض العلام: ١٤٢.

٤.بحار الأنوار: ٣٨٢/٤٤ . نفس المهموم: ٢٠٧. قلائد النحور: ج المحرّم و صفر /٤١.

المناسبات