المنزل الرابع عشر: الزبالة
ورد (عليه السلام) به يوم الأربعاء ۲۳ ذي الحجة الحرام. (١) موضع معروف بطريق مكّة بين واقصة والثعلبية. (٢)
قال الشيخ (٣) والمجلسي (٤) رحمهم الله: لمّا نزل (عليه السلام) زبالة أخرج للناس كتاباً فقرأه عليهم فإذا فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد فإنّه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر وقد خذلنا شيعتنا فمن أحبّ منكم الإنصراف فلينصرف في غير حرج، ليس عليه زمام».
فتفرّق الناس عنه وأخذوا يميناً وشمالاً حتى بقي في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة ونفر يسير ممّن انضمّوا إليه.
وقال الشيخ ابن نما (رحمه الله): ولمّا ورد خبر مسلم (عليه السلام) وهاني (رحمه الله) ارتجّ الموضع بالنوح والعويل وسالت الغروب بالدموع الهُمُوع وتفرّق الناس عنه (عليه السلام). (٥)
قضيّة ابنة مسلم
وكان لمسلم بن عقيل بنت فلمّا قام الحسين (عليه السلام) من مجلسه جاء إلى الخيمة فعزّى البنت وقرّبها من منزله فحسّت البنت بخير فإن الحسين (عليه السلام) كان قد مسح على رأسها وناصيتها كما يفعل بالأيتام. فقالت: يا عمّ ما رأيتك قبل هذا اليوم تفعل بي مثل ذلك أظنّ أنّه قد استشهد والدي. فبكى الحسين (عليه السلام) وقال: يا بنتي أنا أبوك وبناتي أخواتك وابناي إخوانك فصاحت ونادت بالويل فسمع أولاد مسلم بن عقیل عن ذلك الكلام وتنافسوا وبكوا بكاءً شديداً ورموا بعمائمهم إلى الأرض. (٦)
وتأمّل الحسين (عليه السلام) هذا الحال وقد قتل مسلم بن عقیل (عليه السلام) وإنّ أهل الكوفة هم الذين أعانوا على قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) ونهب الحسن (عليه السلام) وضربه بالخنجر على فخذه فبكى بكاءً شديداً حتّى اخضلّت لحيته بالدموع وقال: (لاخير في العيش بعد هؤلاء). (٧)
١. الإمام الحسين (ع) وأصحابه(ع):١٧٢/١.
٢. مراصد الإطلاع:٦٥٢/٢.
٣. الإرشاد: ۷۵/۲.
٤. بحار الأنوار:٣٧٣/٤٤.
٥. مثير الأحزان: ۳۲.
٦. أنظر: الإمام الحسين (ع) وأصحابه (ع):١٧٤/١. المنتخب للطريحي. كلمات الإمام الحسين (ع):٣٥٠.
٧. الإرشاد:٧٥/٢. بحارالأنوار٣٧٣/٤٤. مقتل الحسين (ع) لأبي مخنف:٧٨. الإمام الحسين (ع) و أصحابه (ع):١٧٥/١.