المنزل الأول: الأبطح
مسيل وادي مكّة وهو مسيل واسع فيه دقّاق الحّصى أوّله عند منقطع الشعب بين وادي منى وآخره متّصل بالمقبرة التي تسمّى بالمعلّی عند أهل مكّة.
وفي ترجمة يزيد بن ثبیط البصري أنه كان له بنون عشرة فدعاهم إلى الخروج معه إلى الحسين (عليه السلام) فانتدب منهم اثنان عبد الله وعبيد الله ونفر من الشيعة منهم علم خرجوا من البصرة أيّام سدّ الطريق فأتوا إلى الأبطح من مكّة، فاستراح في رحله ثمّ خرج إلى الحسين (عليه السلام) وقد بلغه (عليه السلام) مجيئه، فجعل يطلبه حتّى جاء إلى رحله. فقيل له (عليه السلام): قد ذهب إلى رحلك. فجلس (عليه السلام) في رحله ينتظره وأقبل يزيد لما لم يجد الحسين (عليه السلام) في منزله وسمع أنّه ذهب إليه راجعاً على أثره، فلمّا رأى الحسين (عليه السلام) في رحله قال: «بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا» (1)، ألسلام عليك یابن رسول الله. ثمّ سلّم عليه وجلس إليه وأخبره بالذي حاوله، فدعا له الحسين (عليه السلام) ثمّ ضَمّ رحله إلى رحله وما زال معه حتّى أتوا كربلاء. (2)
المنزل الثاني: التنعيم
وضع في الحلّ بين مكّة وسَرِف على فرسخين من مكّة وقيل: أربعة.
المنزل الثالث: الصِّفاح
نزل (عليه السلام) به يوم الجمعة لأحد عشر خلت من ذي الحجّة سنة 60 هـ (3). إنّه موضع بين حنين وأنصاب الحرم على سيرة الداخل إلى مكّة من مشاش.
وهناك لقى الفرزدق الحسين بن علي (عليه السلام).(4) إختلفت كلماتهم في موضع ملاقاة الفرزدق بعد اتفاقهم على الملاقاة ببستان بنی عامر في منزل شقوق أو منزل زبالة أو ذات عرق وقال بعض المحدّثين والمؤرّخين: إنّه لقاه (عليه السلام) قبل خروجه من مكّة.
۱. يونس:٥۸
۲. إبصار العين في أنصار الحسين (ع): ۱۱۰. مقتل الحسين (ع) لأبي مخنف ۱۸. تاريخ الطبري: ٤ / ۲٦۳.
۳. الإمام الحسين (ع) وأصحابه (ع) ۱ / ۱٥٤،۱٥٥.
٤. معجم البلدان: ۳ / ٤۱۲. تاريخ الطبري: ٤ / ۲۹۰.